الخميس، 10 أكتوبر 2013

[سماء + أرض = حياة]


(هذا ليس مقال بقدر ما هو طرح فكرة للنقاش)




ما نوع ثقافتك؟ ، هل هي ثقافة أرض، أم ثقافة سماء؟
لا يهم مهما كانت، لكن عليك تكملتها بالأخرى حتى تعيش حياة حقيقية..
المعيار الأساسي لتحديد الثقافة التي تتميز بها هو تحديد طريقتك في ملء فراغك... إذن على هذا، كيف تملأ فراغك؟.
 يقول مالك بن نبي في هذا الموضوع : " إذ يعتزل الإنسان وحيدًا، ينتابه شعور بالفراغ الكوني، لكن طريقته في ملء هذا الفراغ، هي التي تحدد طراز ثقافته وحضارته..

هناك أساسا طريقتان لملء الفراغ.. فإما أن ينظر المرء حول قدميه، أي نحو الأرض، وإما أن يرفع بصره نحو السماء.

فالطريقة الأولى تملأ وحدته بالأشياء، حيث يجمع بصره المتسلط لامتلاكها.

والطريقة الثانية تملأ وحدته بالأفكار، ويبحث عن الحقيقة بنظرة المتسائل.

هكذا ينشأ عبر الطريقتين نموذجان من الثقافة.. ثقافة سيطرة ذات جذور تقنية، وثقافة حضارة ذات جذور أخلاقية وغيبية."

ثقافة الأرض المرتكزة على المادة، حقيقة تمثل حضارة الغرب المنتج باستمرار، وهذا يخلق لهم نوع من الرتابة والملل، لذا تراهم في تطور دائم.
 وفي المقابل ثقافة السماء المرتكزة على الأفكار والروحانيات تمثل حضارة الإسلام. لكن هذا لا يعني أن الارتكاز على الأفكار هو سبب وجودنا الآن في مرحلة ما بعد الحضارة، لا، أبدًا،  بل المشكلة نشأت في الفكرة نفسها..

كلا الثقافتين مهمتين، ويجب تكملة بعضهما البعض، فإذا ارتفعت كفة ثقافة عن أخرى سنلاحظ اختلالا في التوازن..
 يجب تقبُّل وجودهما معًا...
هل يمكنك أن تتخيل حياتك دون سماء؟ وعلى النقيض، هل يمكنك أن تتخيل حياتك بلا أرض؟
لذلك ]سماء + أرض = حياة[ ، وأعني بذلك الحياة التي يجب أن تُعاش، بفكر وعمل وعطاء..
لم يخلقهما الله عبثاً !.


الآن، بعد كل هذا، نحن أمام مشكلة.. كلنا نعلم أننا في مرحلة مركزنا فيها ضعيف.. والحل؟
هل يعني مما سبق، أن نركز نوعا ما على الأشياء والماديات توازنا مع الأفكار ؟ ممكن !
هل تعتقد أن التجربة التركية نجحت ؟ وعلينا أن نتبع خطاها ؟ مممم ! هنا لا اعتقد، يجب علينا أن نبتكر دروبا جديدة.. 
هل شعبنا العربي جاهز حتى يجرب طرق جديدة تتماشى مع قيمه ؟.
قبل أن نصل الى الشعب والمجتمع، هل الفرد جاهز ومؤهل؟.

الأجوبة حتما ليست عندي !.

هناك 4 تعليقات:

  1. رؤية منطقية وكلام يبرهن على صواب الرأي بتجسيد الدليل عن طريق استعارة السماء للغطاء والأرض للأساس سعيدة بك ابتسام

    ردحذف
  2. اسلوب جميل في طرح الموضوع مقال يستحق النقاش اعجبني اختيارك لرمزي السماء و الارض احسنت :)

    ردحذف
  3. كلام جميل. خلق الله الإنسان مزيجا من عنصرين عظيمين: ١- قبضة الطين المرتبطة بالأرض وثقافتها والتعبير المادي وسنن المادة والطبيعة الأرضية التي لاتستقيم الحياة إلا بها.. و ٢- نفخة الروح كمقال الله "نفخت فيه من روحي" وهو العنصررالجاذب للسماء وقيمها العظيمة وروحها المتجلية المتعالية المتسامية..
    فلايمكن إن تستقيم حياة الناس والأفراد إلا باستكمال مهمة هذين العنصرين والجنه بينهما لثقافة راشدة واعية ومتوازنة.
    تحياتي..وشكرا لطرحك أستاذة ابتسام

    ردحذف